بقلم المهندس/ طارق بدراوى
رأس سدر مدينة مصرية تقع على الساحل الشرقي لخليج السويس وتتبع إداريا محافظة جنوب سيناء وتتكون من ثلاث مناطق رئيسية هي سدر ووادي سدر وأبو صويرة وقد عرفت المنطقة منذ عهد المصريين القدماء ونبي الله موسى والمسيح عيسي عليه السلام والإغريق والرومان وتبعد رأس سدر عن القاهرة مسافة 200 كيلومتر تقريبا ويمكن الوصول إليها عن طريق القاهرة السويس الصحراوى ثم نفق الشهيد أحمد حمدي ثم طريق النفق/رأس سدر/الطور/شرم الشيخ ويوجد بالمنطقة مطار رأس سدر وأيضا يوجد بعض حقول البترول القريبة منها في منطقتي أبو زنيمة وأبو رديس
وتتميز مدينة رأس سدر بشاطئها ذو الرمال الناعمة قليلة الأعشاب والأملاح البحرية وتتميز أيضا بمياهها الهادئة وقد تم إنشاء العديد من المنتجعات والقرى والمشاريع السياحية علي طوله وعموما فالمنطقة تجذب هواة مراقبة وصيد الطيور المهاجرة ولاسيما طيور السمان وكذلك هواة صيد الحيوانات البرية الجبلية مثل الماعز الجبلية المنتشرة في المنطقة كما توجد علي مقربة من مدينة رأس سدر حمامات وعيون مياه كبريتية طبيعية إستشفائية منها ما إكتشف قبل نحو 5000 عام تقريبا وتصل الحرارة بها الي 75 درجة مئوية منها عيون موسي وعين وادي تراقي
ويقصد السياح هذه المنطقة بأعداد كبيرة حيث أنه بخلاف الشاطيء ذو الرمال الناعمة والمياه الهادئة فإنه يوجد بالمدينة معالم سياحية مثل قلعة الجندي أو قلعة سدر وهي قلعة من الصخر أسست أثناء توجه جيوش السلطان صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وعلي مقربة منها أيضا توجد حمامات فرعون الشهيرة والتي تنبض بمياه من الجبل وهو مزار سياحي إضافة إلي منطقة المغارة بنقوشها البديعة التي لا مثيل لها وعين رأس سدر الكبريتية
ويسكن المدينة أغلبية من بدو سيناء وهم يتمركزون في منطقتي وادي سدر وأبو صويرة أما عن منطقة سدر فهي تعد مركز المدينة وقلبها التجارى وأغلب من يسكنها من سكان وادي النيل في الأساس وقد وفدوا إلي المنطقة للعمل في الأنشطة السياحية والتجارية ويوجد بالمدينة عدد من الفنادق و القري والمنتجعات السياحية علي الشواطئ والتي تلقي إقبالا متزايدا من السياح المصريين نتيجة قرب مدينة رأس سدر من القاهرة وإعتدال جوها ومناخها طوال العام إضافة الي السياحة الأجنبية كما تعرف رأس سدر بسياحة السفاري والتي تشتهر بها وتميزها وتجذب إليها هواة هذا النوع من السياحة …..
ومما هو جدير بالذكر أنه في عام 2002م عثر علي حوت هندي بمنطقة رأس سدر علي بعد 50 كيلو متر من مدينة السويس علي شاطيء خليج السويس والحوت ينتمي الي عائلة البالدية التي تتميز بكبر حجمها وثقل وزنها حيث يبلغ طول كل منها 16 مترا ويصل وزنها إلي مابين 15 إلي 20 طن تقريبا ويعيش في المياة الإستوائية في جنوب قارة آسيا بالمحيط الهندى أساسا ومن الواضح أنه قد ضل طريقه من المحيط الهندي ووصل إلي خليج السويس عن طريق مضيق باب المندب وفي عام 2008م كشفت بعثة الآثار المصرية عن كهف بمنطقة حمام فرعون بجنوب سيناء كان يستخدم كملاذ آمن وملجأ للمسيحيين الفارين والهاربين من مظالم الإضطهاد الروماني الذى كان يلقاه المسيحيون من أهل مصر في القرنين الرابع والخامس الميلاديين